كتابة وقراءة العدد بالطريقة العلمية -الحسقلة - أ.د.فائق فاضل السامرائي

كتابة وقراءة العدد بالطريقة العلمية
-الحسقلة -
أ.د.فائق فاضل السامرائي
-/-/-/-/-/-/-/-/-/-/-/-/-/-/-/-/-/-/-/-/-/-/-/-
عندما بدأ التعليم في العراق في مطلع القرن العشرين كان التعامل مع الإعداد لحدود الملايين وكنا نتعلم كتابة العدد لحد ٩٩٩٩ في الرابع الابتدائي قراءة وكتابة وبعدها تتعامل مناهج الدراسة لحد مرتبة المئة الف ثم مرتبة المليون ويأتي ذلك طبقا لحاجة التعامل حينها في الحياة العامة والخاصة ،اذ كانت ميزانية العراق السنوية لاتتعدى عشرات الملايين من الدنانير وراتب الموظف في أعلاه للمناصب لايتحاوز ال ٢٠٠المئتين دينار شهريا على ما اعتقد ،ولم تكن هناك حاسبات إلكترونية تحسب وتصفي بسرعة ودقة متناهية الحسابات المصرفية ،وكان المنظر المألوف في المصارف ان أمناء الصناديق يحسبون المبالغ يدويا ويتصفون بسرعة ودقة الحساب المتناهية .وكانت جملة المبلغ او الأرباح تحسب يدويا بموجب القوانين اللوغريتمية وبجداولها المعروفة والتي كانت توزع للطلبة في الصف الرابع العلمي وتسمى جداول اللوغاريتمات وهي مقربة لحد أربعة مراتب عشرية .
بمعنى ان الدينار العراقي معروف أجزاءه ١٠٠٠ فلس فإن جزء الفلس اذا ظهر في الحساب وكان اصغر من 0,0005 فانه يحذف من الطرفين سواء للعام او للخاص (محسلقة على طريقة حسقيل اول وزير للمالية في العراق )وان كان اكبر من 0,0005 فإنه يحسب لاحد الطرفين .حينها كان الخطأ خطأ مهما كان صغيرا او كبيرا .وكانت الكتب المدرسية وحتى الجامعية تتعامل بشكل عام مع الإعداد سائدة الاستخدام وفي اكبرها الملايين .
الان في زمن اجهزة الحاسوب العملاقة وزمن الترليونات فائقة الكثرة وفي زمن النانومتر وزمن العشرة مروفوعة للاس كذا الموجب او الاس كذا السالب وفي زمن ان يكون الدخل الشهري لاحد المسؤولين مساوٍ عدديا ميزانية العراق في زمن سابق وفي زمن ان تكون فيها ميزانية الدولة ترليونات كثيرة ويكون فيه المصروف اليومي لاحد ابناء العائلة اكبر عدديا من دخل الأسرة الشهري في زمن سابق وفي زمن حلت الآلة الحاسبة محل الاستخدام اليدوي في الحساب ولم تعد الحاجة لجداول اللوغاريتمات المقربة باربعة مراتب عشرية لان الفرق بموجبها اصبح كبيرا وأصبحت الآلة الحاسبة تعد لعدد كبير من المراتب العشرية اصبحت الحسقلة اكثر حسقلة (المبدأ واحد ) من قبل والحاجة لها اصبح اكثر من ضروري .
اقول في هذا الصدد ان المناهج المدرسية وحتى الجامعية اقول البعض منها لازال يتعامل مع الإعداد من فئة الملايين ونجد الكثير من الطلبة ولربما الكثير ليسوا على دراية جيدة بهذا التحول ولازالوا يستخدمون في تدريساتهم الكتب التي تم تأليفها في زمن مضى مما يشير الى عدم مواكبة ماحصل من تحول في هذا الاتجاه .
اقول ان كتب الرياضيات في العراق واكبت وغيرت ومن المرحلة الابتدائية صعودا الى ان نجدها تعلم الطلبة الان كتابة العدد بالطريقة العلمية في المرحلة المتوسطه ،لكن هذا لايكفي المطلوب ان يجري ذلك في جميع التخصصات الاخرى وان يراعى ذلك في التأليف والتدريب .وان نجد كتبا مدرسية تتعامل مع الترليون الذي اصبح واقعا ونجد من في السوق من يتعامل مع المليارات .
وما يمكن قولهً فإن الكتب حديثة التأليف التي تتعامل مع الإعداد المواكبة لهذا التحول اصبح ضروريا وان الحسقلة مطلوبة وهنا تعني الدقة المتناهية سواء كانت الإعداد التي نتعامل بها صغيرة او كبيرة وتكون ذات معنى ( على موجب انموذج اوزبل في التعلم ذو المعنى ).ولله من وراء القصد
حفظ الله العراق واهله .
ا.د.فائق فاضل السامرائي